القاهرة في 30 يونيو /أ ش أ/ كشف أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور أشرف تادرس عن أهم الظواهر والأحداث الفلكية خلال شهر يوليو المقبل، والتي يمكن رصدها ومتابعتها بالعين المجردة السليمة بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وبخار الماء، وأبرزها شهب “دلتا الدلويات”، وظهور قمر “الرعد”، ورؤية كوكب عطارد.
وقال تادرس – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم /الأحد/ – “إن أولى تلك الظواهر تبدأ غدا، وفيها يقترن القمر مع كوكب المريخ (الكوكب الأحمر) في الصباح الباكر في ذلك اليوم، ويمكن رؤيته بالعين المجردة السليمة في السماء الشرقية، حيث يشرقان في غضون الـساعة الثالثة صباحا تقريبا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس”.
وأضاف: أن “فجر بعد غد سيتراءى القمر ويكون أعلاه الحشد النجمي بلايدس (الثريا أو الأخوات السبعة)، وأسفله كوكب المشتري (عملاق كواكب المجموعة الشمسية) في اقتران ثلاثي رائع يشاهد بالعين المجردة السليمة بغضون الساعة الـ3:45 صباحا تقريبا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس”.
وأشار إلى أنه في 6 يوليو سيظهر القمر الجديد (محاق شهر محرم)، ولن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد، حيث يقترن القمر مع الشمس في ذلك اليوم فيشرق معها ويغرب معها فلا يتراءى أبدا إذ يكون وجهه المضيئ مواجها للشمس ووجهه المظلم مواجها للأرض، وإلى أن يخرج القمر من حالة الاقتران مع الشمس حينئذ يولد القمر الجديد.
وأوضح تادرس أن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة تعتمد أساسا على فترة بقاء القمر الوليد في السماء أثناء الشفق المسائي بعد غروب الشمس مباشرة، كما تعتمد رؤيته أيضا على صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار.
وأكد أن أيام المحاق هي أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة، والتي يفضلها الفلكيون كثيرا لرصد الأجرام السماوية الخافتة، مثل (المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة)، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الفلكية المطلوبة، مبينا أنه في ذات اليوم 6 يوليو سيتراءى القمر في هذا اليوم مقترنا مع كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) والنجم بولوكس (Pollux) ألمع نجم في برج التوأم/ الجوزاء (ألفا التوأم)، حيث يمكن رؤية هذا الاقتران الثلاثي الرائع بالعين المجردة السليمة بعد غروب الشمس مباشرة حتى يبدأ المشهد بالغروب أيضا بغضون الـساعة 8:30 مساء.
وتابع: أن “بولوكس هو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو 3 أضعاف، ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية.. بينما في 7 يوليو سيتراءى القمر مقترنا مع كوكب عطارد والحشد النجمي/ خلية النحل (Beehive) في برج السرطان، ويمكن رؤية هذا الاقتران الثلاثي الرائع بعد غروب الشمس مباشرة وحتى بدء غروب هذا المشهد في الـ9:20 مساء تقريبا”.
ونصح تادرس، نظرا لصعوبة رؤية حشد خلية النحل بالعين المجردة، باستخدام تلسكوب صغير حيث سيتم رؤية الحشد جوار القمر في السماء، موضحا أن الحشد النجمي/ خلية النحل يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض، ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة، وهو يظهر كسحابة مجسمة كما رأها عالم الفلك جاليليو لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609، حيث تمكن من رؤية 40 نجما فقط.
واستطرد: أنه “في 8 يوليو يشرق كوكب المشتري في ذلك اليوم مقترنا مع نجم الدبران (عين الثور)، ألمع نجم في برج الثور، في غضون الساعة الـ3:50 صباحا قبل شروق الشمس، وسيظلان مرئيان بالعين المجردة السليمة حتى اختفاء المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس”.
كما أوضح أنه في 13 يوليو سيتراءى القمر مقترنا مع النجم سبيكا Spica (السماك الأعزل أو السنبلة)، وهو ألمع نجم في برج العذراء (ألفا العذراء)، ويمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة فنراهما متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، وسيظلان في السماء إلى أن يبدأ المشهد بالغروب في الدقائق الأولى بعد منتصف الليل، لافتا إلى أن النجم سبيكا من النجوم المتغيرة، ويبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس، وتقدر كتلته بـ11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس، ويبعد عن الأرض حوالي 260 سنة ضوئية.
وذكر تادري أنه في 14 يوليو يتراءى القمر في هذا اليوم في طور التربيع الأول، حيث يظهر القمر في منتصف مساره في السماء وقت غروب الشمس تقريبا، علما بأن الجزء المضيئ من القمر يشير دائما إلى اتجاه الشمس حتى لو كانت الشمس تحت الأفق، ويتحرك القمر في السماء بمرور الساعات نحو الغرب إلى أن يبدأ بالغروب في غضون الـ1:20 بعد منتصف الليل.
وأشار إلى أنه في 18 يوليو سيتراءى القمر في ذلك اليوم مقترنا مع النجم العملاق (قلب العقرب)، ألمع نجم في برج العقرب، بعد غروب الشمس مباشرة ويمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة في السماء إلى أن يبدأ المشهد بالغروب في غضون الـ2:20 فجر اليوم التالي، منوها بأن اقتران كوكب المريخ يوم 20 يوليو مع الحشد النجمي (الثريا أو الأخوات السبعة)، وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، ويمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة في الـ2:15 صباحا باتجاة الشرق، ويظل مرئيا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وكشف عن اكتمال القمر (بدر شهر محرم) يوم 21 يوليو، وتبلغ نسبة لمعانه 100%، ويشرق القمر في ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة ويظل في السماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي، مبينا أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقي لقرص القمر، لذلك يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا في الفترة من 19 إلى 22 يوليو.
وأوضح أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية بـ”قمر غزال الباك، وقمر الرعد، وقمر القش “، علما بأن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وقال تادرس “إنه في 22 يوليو سيصل كوكب عطارد إلى أقصى استطالة شرقية له تبلغ حوالي 27 درجة من الشمس، وهذا هو أفضل وقت لمشاهدة كوكب عطارد وتصويره لأنه سيكون في أعلى نقطة له فوق الأفق في السماء الغربية بعد غروب الشمس مباشرة، لذلك تكون فترة بقائه في السماء حتى غروبه هي أطول فترة ممكنة له في هذا اليوم”.
ونوه إلى اقتران القمر يوم 24 يوليو مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) في غضون الـ10:25 مساء تقريبا، وسيظلان متجاورين في السماء حتى صباح اليوم التالي، حيث يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس، كما لفت إلى اقتران كوكب عطارد يوم 25 يوليو (عطارد وريجولس) مع النجم ريجولس أو (قلب الأسد)، وهو ألمع نجم في برج الأسد ويعتبر من النجوم اللامعة في سماء الليل عموما إذ تبلغ كتلته 3.5 ضعف كتلة الشمس، ويبعد عنا حوالي 79 سنة ضوئية.. ويمكن رؤية هذا الاقتران بعد غروب الشمس مباشرة باتجاه الغرب وحتى بدء غروب المشهد في الساعة 9:5 مساء تقريبا.
وأضاف: أنه “في 28 يوليو سيتراءى القمر في طور التربيع الثاني، حيث يشرق القمر متأخرا بعد منتصف الليل، علما بأن الجزء المضيئ من القمر يشير دائما إلى اتجاه الشمس حتى ولو كانت الشمس تحت الأفق، ثم يصبح القمر في وسط السماء تقريبا عند شروق الشمس، ويستمر في التحرك نحو السماء الغربية إلى أن يبدأ بالغروب في غضون الـ2:30 ظهرا تقريبا”.
وكشف تادرس أيضا عن حدوث زخة شهب دلتا الدلويات يومي 28 و29 يوليو، وهي زخة شهابية متوسطة الكثافة يصل عدد الشهب فيها إلى 20 شهابا في الساعة، موضحا أن هذه الشهب تأتي بسبب دخول بقايا حطام المذنبين (مارسدن وكراخت) الغلاف الجوي الأرضي في الفترة من 12 يوليو إلى 23 أغسطس، وتبلغ ذروتها في ليلة 28 وفجر 29 يوليو.
وأكد أن القمر هذا العام سيعيق رؤية الكثير من الشهب، وبخاصة الضعيف منها، مبينا أن أفضل الظروف لمشاهدة زخات الشهب يكون من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة بعد منتصف الليل بشرط صفاء السماء وخلوها من الغبار والسحب وبخار الماء، كما بين أن تلك الشهب تظهر كما لو كانت آتية من كوكبة الدلو، وهو سبب تسميتها، ولكن يمكن أن تظهر في أي مكان آخر في السماء.
وأوضح الدكتور أشرف تادرس أن آخر ظواهر شهر يوليو الفلكية، والتي تحدث يوم 30 يوليو، إذ يشرق القمر في ذلك اليوم في الـ1:20 بعد منتصف الليل مقترنا مع الحشد النجمي (الثريا أو الأخوات السبعة)، وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، مؤكدا أنه يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة باتجاه الشرق، ويظل مرئيا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
واختتم تصريحه بالإشارة إلى أن حشد الثريا يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، ويتكون من عدة مئات من النجوم، ولكن ألمع نجومه، هي سبعة فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبعة.
ف ط م
/أ ش أ/