أحيت حرب أكتوبر، التي يمر عليها اليوم 50 عاماً، الحس الوطني لدى الشعب المصري، ولا سيما نجوم الفن الذين حملوا فنهم وحاربوا بجانب جنودنا بالأغاني الوطنية، وكان من أبرز هؤلاء النجوم الملحن العبقري ووردة الجزائرية.
بمجرد اندلاع الحرب بحث كل إنسان عما بداخله ليساعد به وطنه، ووجد بليغ حمدي بداخله طاقة لا يمكن التصدي لها فقد قرر تقديم أغنيتي، بسم الله.. الله أكبر، وحلوة بلادي السمرا، بصوت ، ورغم أنه كان ممنوع في هذا التوقيت إنتاج أي أغاني وطنية لعدم لفت النظر لما يدبره القادة، إلا أن بليغ قرر أن يقتحم مبنى التليفزيون المصري.
اقتحم بليغ المبنى وبرفقته عبدالرحمن الأبنودي ووردة الجزائرية، وأوقفهم الأمن ولكنه أصر على موقفه وأبلغ الشرطة بأنهم يمنعونه من الدخول وكانت الساعة الواحدة صباحاً، وما كان من قادة المبنى إلا أن سمحوا له بالدخول ولكنهم أخبروه بأنه ليس لديهم ميزانية لإنتاج هذه الأغنية، فما كان منه إلا أن وقع على إقرار منه بأنه متكفل بكل نفقات تلك الأغنية وحتى رواتب الفرقة الموسيقية.
ولأن الوقت كان متأخراً ولم يكن هناك كورال استعان بكل عمال وأفراد أمن المبنى ليغنوا، وبالفعل شارك الجميع كـ كورال لأغنية بسم الله.. الله أكبر، ثم أعاد تسجيل صوت الكورال فيما بعد بمتخصصين.