الملخص:
- الكاتب والرجال لا يموتون، بل تبقى سيرتهم وحروفهم حاضرة في قلوب ووجدان الناس للأبد.
- في رثاء الأستاذ محمود بكري وعلاقتي الفريدة معه الذي استمرت 6 سنوات، كنت أتواصل معه يومي السبت وأرسل له مقالاتي ويُجيبني دائمًا بكلمة “سلمت يداك”، وكنت أزوره بولاية العمل في البلد وألتقي بهذا الوجه المصري البشوش ويبتسم لي بطيبة وصفاته هذه شهادة حق وواجب السداد، ونحن اليوم نرثيه بدون غرض أو رياء لكنه حب عشق لهذا الرجل و سيرته الجميلة والعطرة.
- أغواني أصدقاء للكتابة قبل 7 سنوات ، يرسل لي كاتب كبير بحجم وتاريخ مقالتي “المسكوت عنه”، ويؤكد على الوطنية والحرية وينشر في الصحيفة بالفعل ويطلب مني المزيد.
- بعد فترة، زرته وأشكرته حيث قابلني بترحاب شديد وكأن بيننا سنوات من التواصل، سألته عن إمكانية نشر بعض مقالاتي في جريدة المقال الإخباري الورقية، فأعطاني العدد الأخير وطلب مني فتح الصفحة الثانية حيث وجدت مقالي وصورتي بطول الصفحة الكاملة، وعندما سألته كيف يحدث ذلك وأنا لست منتميًا رسميًا للجريدة، قال بكل تواضع “أنت كاتب مميز تملك زمام الكلمة وستكون إضافة للجريدة”.
- قضيت سنوات في نشر مقالاتي بحرية في الجريدة، وعلى الرغم من نشر بعضها في صحف ومواقع أخرى، يظل الجريدة هي الأكثر متعة وحرية وانتظامًا، ودعم الرجل لم يتوانَ عندما واجهت تحديات.
- رحم الله أستاذي وسندي وأخي الأكبر، محمود بكري، داعم رئيسي لنجاحاتي، شخص صبور ومتواضع ومحب للوطن والبسطاء، نسأل الله أن يجعل أعماله في ميزان حسناته ونلتقي به في الجنة، إنا لله وإنا إليه راجعون.
الرجال لا يموتون وإنما تبقى سيرتهم حاضرة بما قدموه من عطاء وجهد، الكاتب لا يموت وإنما تبقى حروفه وكلماته فى وجدان الناس حتى وإن مرت الشهور والسنون، رحل أستاذى بجسده فقط عن دنيانا بعد رحلة زاخمة بالعطاء والأفكار، ولكنه باقٍ فى قلوب كل من عرفوه وفى عقول كل من قرأ له سطرًا أو كلمة.
في رِثاء الأستاذ محمود بكرى أكتب عن تلك العلاقه الفريدة مع الرجل والتى استمرت نحو 6 سنوات كاملة، أتواصل معه كل يوم سبت بلا انقطاع، أُرسل إليه مقالي المقال الاخباريي، يرد دائمًا بكلمة واحدة “سلمت يداك”. أزوره في مكتبه بوسط البلد فيلتقيني بهذا الوجه المصرى البشوش وبابتسامة طيبة لا تفارقه أبدًا، لا أزكيه علي الله، ولكنها شهادة حق و دينٌ واجب السداد اليوم ونحن نرثيه بعد رحيله، بلا غرض أو رياء، ولكنه حب وعشق لهذا الرجل وسيرته الطيبة العطرة.
عندما أغواني بعض الأصدقاء أن أقتحم عالم الكتابة قبل سبع سنوات، لم يكن بيني وبين الرجل أي سابق معرفة أو صلة، فجأة يأتيني صوته المميز عبر اتصال غير متوقع يُثني علي مقال لي كنت قد نشرته علي صفحة فيسبوك الخاصه بي بعنوان ( المسكوت عنه ) فى صيف ٢٠١٧ عندمت رفع بعض الموتورين علم الشواذ فوق أرض مصر الطاهرة فى إحدى الحفلات الغنائية، كاتب كبير بحجم وتاريخ محمود بكرى يتواصل مع كاتب مغمور حديث العهد بالكتابة ليثني علي مقال له ويقول لى بالحرف: إن هذا المقال لا يكتبه إلا كاتب وطنى غيور على الخُلق وحريص على هذا الشباب الصغير الذى يتم التغرير به والتلاعب بعقوله تحت دعاوى التحرر، تتملكني حينها مشاعر الفرح والفخر، أسأل الأستاذ بتلقائية: هل يمكن نشر هذا المقال في موقع جريدتكم الغراء؟ فتأتيني الأجابة دون تمهل: لقد تم نشر المقال بالفعل، يرسل لي لينك المقال ويطلب مني أن أرسل له كل مقال جديد أكتبه.
أذهب إليه بعد أسبوعين لأشكره فيستقبلني بترحاب شديد وكأنما بيننا سنوات من التواصل والعشرة، أطمع في المزيد فاسأله عن إمكانية أن أنشر بعض مقالاتي في عدد جريدة المقال الاخباري الورقي ولو بعد فترة، يبتسم ويمد يده ليناولني العدد الأخير من الجريدة، يطلب مني أن أفتح الصفحه الثانية لأجد مقالي وصورتي بطول صفحة كاملة أتساءل: كيف يحدث هذا ولست منتميا رسميًا لهذا الكيان الصحفي العريق؟ يرد بكل تواضع: أنت كاتب مميز تملك زمام الكلمة وستكون إضافة للجريدة.
سنوات من المتعة في التعامل مع الرجل ونشر مقالاتي دون قيد أو حتي مراجعة، أنشر بعض مقالاتي فى صحف ومواقع أخرى ولكن يظل مقالي المقال الاخباريي في جريدة المقال الاخباري هو الأكثر متعة وحرية وانتظامًا، يدعمني الرجل بقوة حين أراد البعض أن يوقف مسيرتي بدعوى أنني دخيل على المهنة، يقف منتفضًا ويقول لي: أكتب وسأنشر لك حتي لو خضنا أعتي المعارك فلا أحد يستطيع أن يمنع صاحب الفكر من نشره، اكتب وأنا معك للنهاية مهما حدث.
رحم الله أستاذى وسندى وأخي الأكبر محمود بكرى، لا أعلم إن كنت سأكتب مجددًا بعد رحيله أم لا، ولكنه سيظل دائمًا واحدًا من أهم أصحاب الفضل عليّ وداعما رئيسيا لكل نجاح حققته. وداعًا أستاذى، وليجعل الله شهامتك، وتواضعك، وعشقك للوطن، ورفقك بالبسطاء، ومرضك القاسي الذى صبرت عليه في ميزان حسناتك، ولعلنا نلتقي قريبًا.. إنا لله وإنا إليه راجعون.