المشاركون بندوة مناصرة القضية الفلسطينية التي عقدت بسفارة اليمن يدعون لتكثيف جهود الملاحقة القانونية لجرائم الاحتلال الإسرائيلي

5ad67927 c08d 4c75 b6f2 b14a7f1641001703688967

القاهرة في ٢٧ ديسمبر /أ ش أ/ دعا المشاركون في الندوة العربية لمناصرة القضية الفلسطينية التي عقدت بالسفارة اليمنية بالقاهرة، إلى حشد الجهود العربية الشاملة بما فيها جهود الحكومات والمجتمع المدني والجماهير لفضح الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وملاحقتها قانونيا وآخرها جرائمه في غزة، ودفع المجتمع الدولي لممارسة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها والقبول بقرارات الشرعية الدولية بشأن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على أراضي 1967 وعاصمتها القدس.
جاء ذلك في الندوة العربية لمناصرة القضية الفلسطينية التي عقدت بمبادرة من المجلس العربي لحقوق الإنسان واستضافتها سفارة اليمن بالقاهرة تحت شعار “مناهضة الإبادة الجماعية والتهجير القسري للشعب الفلسطيني بغزة .. واجب وأمن قومي”، وذلك برعاية سفير اليمن الجديد السفير خالد محفوظ بحاح، وبحضور نخبة من الشخصيات المصرية والعربية في مقدمتها سفير سلطنة عمان بالقاهرة السفير عبدالله الرحبي والكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأكد جمال جباري الوزير المفوض بالسفارة اليمنية، أن ما حدث في 7 أكتوبر لم يأت من فراغ ولكن بسبب ممارسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وما قامت به من انتهاكات بحق المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني، وغياب الأفق في حل الدولتين، مشيرا إلى أن جزءاً كبيراً من الضحايا الاسرائيليين سقطوا نتيجة لهجمات الطيارين الإسرائيليين.
وأضاف: “لقد شنت إسرائيل حرب إبادة على فلسطين، وقدرت القوة التقديرية لما قصفت به غزة بما يعادل قنابل نووية صغيرة”، مشيرا إلى أن حصيلة الشهداء ارتفعت لأكثر من 20 ألفا إضافة لسبعة آلاف مفقود تحت الأنقاض.
وقال إن اليمن حكومة وشعباً يولي قضية فلسطين كل الدعم، باعتبار القضية الفلسطينية قضية قومية وعربية وإسلامية وإنسانية، مشيراً الى أن اليمن وقف في جميع المحافل العربية والدولية مساندا لحقوق الشعب الفلسطيني وفقاً للقرارات الأممية والعربية ذات الصلة.
وقال إن ميليشيات الحوثي انقلبت على الشرعية اليمنية وارتكبت جرائم تشبه جرائم إسرائيل حيث قتلت 4 آلاف يمني وهجرت 5 ملايين يمني في الداخل والخارج، غير أنها من أجل التستر على جرائمها تظاهرت بأنها تقف مع الشعب الفلسطيني عبر الهجمات التي لم تجرح إسرائيلياً واحداً ثم شنت هجمات في مضيق باب المندب، على نحو أضر بالدول العربية وأعطى الولايات المتحدة الأمريكية ذريعة لاستكمال سيطرتها على البحار العربية.
وأشاد بالموقف المصري الداعم للشعب الفلسطيني والرافض لتهجير الشعب الفلسطيني.
من جهته، قال سامح عاشور نقيب المحامين الأسبق وعضو مجلس الشيوخ، “إننا الآن نعيش مرحلة مماثلة لفترة ما قبل المرحلة الحرب العالمية الثانية، عندما برزت الفاشية لتسيطر على العالم، حيث خلعت أوروبا الرداء المحب للديمقراطية والسلام وارتدت رداء الحرب الصريح، وأرسل الغرب بوارج وطائرات وغواصات وسفن لدعم إسرائيل”.
وأضاف: “أننا نتحدث عن حل الدولتين والإسرائيليون يقولون بدولة واحدة، ولا أحد يستطيع أن يراهن على طرف متعقل في إسرائيل. هم يريدون السيطرة على الأمة العربية كلها”، مشيرا إلى أن الضفة الغربية هي مدخل لمنطقة الشام وغزة مفتاح مصر، وخلخلة الوضع فيها، ولكن هذا لم يحدث بفضل الثبات المصري الرسمي في هذه المسألة.
من جانبه، قال الوزير المفوض حيدر الجبوري مدير إدارة فلسطين بالجامعة العربية، إن إسرائيل ليست معنية بالسلام فكل المؤشرات تفيد بنيتها تصفية القضية الفلسطينية، حيث قال نتنياهو إنه لن يعطي للفلسطينيين دولة، وزعم أنه إذا كانت هناك نية لإقامة دولة فلسطينية فلتقم في الأردن وليس في فلسطين كما يزعم.
وأضاف: “على الفلسطينيين اليوم أن يركزوا على وحدة الصف الفلسطيني، لإسقاط رهان إسرائيل على التملص من استحقاقات السلام”.
وشدد على أهمية استمرار الصمود والمقاومة بكافة أشكالها، منوها بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني رغم الدمار والقتل، حيث طلب ألفان من سكان قطاع غزة الذين كانوا في مصر العودة للقطاع رغم الظروف، وقال: “هذا دليل على أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وهذا أحد عوامل الانتصار”.
وأشار إلى أنه قد عقدت قمة عربية إسلامية في نوفمبر 2023، واتخذت قرارات بالتوجه للمحاكم الدولية من بينها المحكمة الجنائية الدولية، وأن تؤسّس الجامعة العربية مرصدا إعلاميا يتضمن إنشاء منصة إلكترونية توثق وتنشر جرائم الاحتلال وكذلك وحدة قانونية، للتوثيق القانوني للجرائم الإسرائيلية تمهيداً لتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية.
ولفت إلى أنه في عام 2020، تحركت الجامعة العربية في المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت قراراً بامتداد ولاية سلطتها القضائية للأراضي الفلسطينية، موضحا أن الجامعة العربية قدمت مرافعة دولية في المحكمة وكلفت محامياً بريطانيا بارعاً من أشد المناصرين للقضية الفلسطينية بالقيام بذلك وسيكون هناك مرافعة شفهية في فبراير القادم.
وقال: “المطلوب عربياً أن يكون هناك تحرك أمام القضاء الدولي، لممارسة الضغط على إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، ويجب على منظمات المجتمع المدني العربية أن تتواصل مع نظرائها في كل أنحاء العالم”.
وأضاف: “أنه من المهم أن تمارس دولنا جميعاً ضغطا على دول العالم لتطبيق قرارات الشرعية الدولية لحل الصراع وليس إدارته”.
ولفت إلى أن هناك انقساما واضحا في الاتحاد الأوروبي، فالرئاسة الحالية لإسبانيا، وستكون الرئاسة القادمة لبلجيكا، والبلدان تتصدران الموقف الأوروبي الداعي لعقد مؤتمر فعال للسلام، ويجب تفعيل كل هذا الحراك الحكومي وكذلك المجتمع المدني والجماهيري للوصول لممارسة أقصى ضغط على الاحتلال.
من جانبه، أكد النائب مصطفى بكري أن اليمن دوماً في المعسكر القومي ودوما في خندق الدفاع عن ثوابت هذه الأمة، واليمن رغم معاناته من أزمات متعددة لم تمنعه من الوقوف مع الشعب الفلسطيني بغض النظر عمن يقدمون أنفسهم مناضلين ومدافعين عن القضية الفلسطينية وأولى أن ينتبهوا إلى الوضع في اليمن، وأن يدركوا أن أي من يعتدي على اليمن هو يعتدي على ثوابت الأمة.
وأشار الى أن عملية “طوفان الأقصى” حركت المياه الراكدة في العالم وليست القضية الفلسطينية فقط، وأعطت القضية الصدارة وكشفت الازدواجية في المعايير لدى الغرب وعدائه للإنسانية.
وقال: “إذا كان نتنياهو قد تحدث في اليوم الثاني لعملية طوفان الأقصى عن شرق أوسط جديد، ولكن العملية لم تؤد لذلك، بل كشفت المخطط القائم لتفتيت المنطقة على أسس عرقية ودينية”.
وأضاف أن القضية الفلسطينية عادت لتكشف لنا أن هذه الأمة موجودة بقيمها وثوابتها حتى وإن ظن البعض أنها اندثرت ولكنها عادت لتتصدر الواجهة، وظن البعض أن القضية الفلسطينية هي قضية فلسطين وحسب، وهذا ما ثبت عدم صحته.
وقال: “سيروا في شوارع القاهرة وكل العواصم العربية سوف تجدون أنه يتم رفع العلم الفلسطيني”.
وتابع قائلا: “إننا في حاجة لإعادة صياغة العمل العربي المشترك، نحن أمة عربية واحدة أملنا واحدة ومستقبلنا واحد، ويجب أن نعيد النظر في علاقتنا بالقوى الدولية وفقاً لموقفها من قضايانا”.
وأضاف “كل ما يتردد عن قوة إسرائيل وعن جيشها الذي لا يقهر مجرد أوهام، حيث أثبت المقاومون الفلسطينيون انهم قادرون على هزيمة العدو الإسرائيلي بأسلحة بسيطة”.
وأضاف “هؤلاء الشباب أجبروا لواء جولاني لواء النخبة الإسرائيلية على التراجع حيث اعترفت إسرائيل بأنه فقد 25 % من ضباطه وجنوده”، مشيرا إلى أنه عندما تسحب إسرائيل رجال النخبة “لواء جولاني” وتقول إنها استراحة محارب فأعلم أنها الهزيمة.
وأضاف “لذلك إطالة أمد الحرب ليس من مصلحة إسرائيل، اقتصادياً، حيث أدت الحرب لتهجير 200 ألف في الداخل ناهيك عما هجروا للخارج”.
وأشار إلى أن نتنياهو أعلن منذ البداية عدداً من الشروط الأساسية أبرزها القضاء على حماس وعودة الأسرى، وتجريد غزة من أن تكون يداً للمقاومة، وهدف رابع هو تهجير الفلسطينيين قسرياً، غير أنه لم يتحقق أي هدف بعد مضي أكثر من 80 يوماً على الحرب.
وأضاف أننا في مرحلة مهمة في التاريخ المعاصر، لا حماس ستكون حماس بعد الحرب ولا إسرائيل ستكون كما في السابق وكذلك العرب.
ولفت إلى أن توسيع الحرب لن يكون في صالح إسرائيل ولا الولايات المتحدة، فأمريكا عندما جاءت ببوراجها، جاءت لمنع توسع الحرب لأنها ستقود لمشاكل وأزمات لإسرائيل وللمخطط الأمريكي للمنطقة العربية.
وأضاف: “لقد ثبت أن إسرائيل لا تحترم الاتفاقات”، مشيرا إلى أن مخطط التهجير هو ضد اتفاقية “وادي عربة” مع الأردن وضد “كامب ديفيد” وضد اتفاقية “أوسلو”، لافتا إلى أن نتنياهو يقول إننا لن نسمح بدولة فلسطينية حتى لو مارسوا الضغوط علينا.
من جهته، أكد الكاتب الصحفي علي حسن رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الشعب المصري يدعم بقوة الموقف التاريخيّ الذي اتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما أعلن رفضه تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية، حيث خرجت جماهير الشعب المصري في مظاهرات بالملايين لتقول إنها تقف مع الدولة المصرية في رفض تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم.
وقال علي حسن، إن دعم شعب مصر للقضية الفلسطينية وتأييده لمواقف الرئيس السيسي منها، انعكس في صناديق الانتخابات الرئاسية، حيث خرج شعب مصر بشكل غير مسبوق ليقول نعم للسيسي لما حققه من إنجازات لصالح شعب مصر ودعم مسيرة الاستقرار، نعم هذه حملت في طياتها تضامناً مع الشعب الفلسطيني ورفض تهجيره وتصفية قضيته.
وأكد على حسن أنه منذ السابع من أكتوبر، سقطت عمليات التزييف الإعلامي الإسرائيلي ومن يناصرونها من وسائل إعلامية في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يتناسون عن عمد أن وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية هو احتلال للأرض.
وأضاف: “أرادت إسرائيل في روايتها الأولى أن تقول إن ما جرى هو اعتداء إرهابي على إسرائيل، ولقد سقطت هذه الرواية في ضوء ما ثبت أن من يزاول الإرهاب هو إسرائيل، وأن السبب الرئيسي لأحداث 7 أكتوبر، هو وجود احتلال في الأراضي الفلسطينية، وانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته ورفض أي حلول للقضية الفلسطينية”.
وأشار لى أن الصحف الغربية لم تستطع إلا أن تغير مواقفها، لأن أكاذيب إسرائيل ما كان لتأثيرها أن يستمر طويلاً، والآن حدث تغير كبير في الإعلام العالمي جراء ما قام به الإعلام العربي وخاصة الفلسطيني من رصد لممارسات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وعرضها أمام العالم.
وأضاف: “العالم العربي يساند مساندة كاملة الشعب الفلسطيني الأعزل، وهذا الشعور الوطني القومي العظيم كان له أثر في الموقف العربي الرسمي الداعم للقضية الفلسطينية”.
وتابع قائلا: “يجب على وسائل الإعلام العربية الاعتماد على رواية الإعلام الفلسطيني وأن تبعث بمراسليها لمنطقة الحرب، وأن تدقق فيما يرد إليها من وسائل الإعلام الغربية بشأن هذا النزاع، وأن ترد على الأكاذيب وأن تتعاون وسائل الإعلام العربية في نقل الحقائق لكي تقوم بدور إيجابي وفعال في نشر كل ما من شأنه دعم القضية الفلسطينية”.
وأضاف: “يتعين علينا أن نبث للعالم رسائلنا الإعلامية بلغاته المختلفة والمتعدد”، مقترحا على الجامعة العربية أن تتبنى إنشاء شركة كبيرة أو أكثر من شركة لنشر أخبارنا وفقا لرؤيتنا حتى يسمعها العالم ولا يصبح أسيرا للروايات الإسرائيلية.
وأردف قائلاً: “أتفاءل خيراً في ضوء الصمود الفلسطيني وجهود الدبلوماسية العربية”، مشيرا إلى أن العالم اقتنع بالفعل بموقف الرئيس السيسي لرفض تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته.
واختتم كلمته بالقول إن “النصر قادم للقضية الفلسطينية وسوف يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة ما دام هناك أمة عربية وشعب عربي لديه هذا الوعي”.
من جانبه، وجه الإعلامي والشاعر جمال الشاعر، تحية للشعب اليمني الذي يتجاوز آلامه ويحاول مساندة الشعب الفلسطيني، كما وجه تحية للشعب الفلسطيني الصامد الذي يعلم العالم الآن معنى الإنسانية.
وقال إن ما يحدث أيقظ الضمير الإنساني للعالم مرة أخرى منوها بفكرة المقاطعة التي هي رمزية ولكن تعد موقفا قوميا ونبيلا.
من ناحيته، قال عبد الجواد أحمد رئيس المجلس العربي لحقوق الانسان، إن الندوة تعقد بمبادرة من المجلس ضمن الجهود المبذولة لفضح جرائم قوات الاحتلال الاسرائيلي في غزة وفلسطين، منوها بجهود الدول العربية لوقف العدوان على غزة وفي مقدمتها جهود مصر والاردن والسعودية والإمارات، مشيرا إلى أن تلك الجهود ذات مسارات متعددة، منها العاجل مثل جهود الوقف الفوري العاجل للانتهاكات، فضلا عن تقديم الامدادات الإنسانية عبر معبر رفح.
وأضاف ان الداعي أيضا لتنظيم هذه الندوة هو بحث ودراسة تعزيز كافة الجهود في مسارات التقاضي الدولي المتمثل في الملاحقة القانونية الجنائية لمحاكمة مسؤولي قوات الاحتلال عن كافة جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والتهجير القسري.
وقال إنه من ضمن أهداف الندوة تشكيل فريق خبراء قانونيين دوليين لطرق أبواب المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية في إطار الضغط القانوني من أجل تفعيل التحقيقات خاصة في ظل صدور قرار بفتح التحقيقات ضد جرائم الاحتلال الاسرائيلي.
وأوضح أنه من هنا عقدت هذه الندوة بمبادرة من المجلس العربي لحقوق الإنسان بمشاركة منظمة رسل السلام اليمنية باستضافة من جانب السفارة اليمنية وبمشاركة الجامعة العربية وبحضور نخب سياسية وقانونية وحقوقية وإعلامية عربية.
ا ع
أ ش أ

By ahmed abusaleh

محرر متخصص في الصحافة الاقتصادية بخبرة تمتد لأكثر من 9 سنوات. متخصص في تغطية أخبار الطاقة والنفط، وهو من أبرز المحررين الذين يتابعون حركة الأسواق الخليجية. يقيم حاليًا في السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *