القاهرة في 25 يناير /أ ش أ/ أكد المشاركون في ندوة مشروع نجيب محفوظ السردي بقاعة الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب أن عالم نجيب محفوظ ثري وما زال يحتاج إلى مزيد البحث والدراسة وإن بدا أن الباحثين قد تطرقوا إلى جميع جوانبه.
وقال الروائي عزت القمحاوي -خلال مشاركته في الندوة- إن نجيب محفوظ كان كاتبًا من كتاب الإنسانية الكبار، لافتًا إلى أن حكمته جاءت من قدرته على بناء أفكاره في بناء روائي ملائم.
وأضاف القمحاوي أن نجيب محفوظ لم يكن منشغلا بالتنظير إلى الرواية أو الحديث عن أسرار الكتابة وإنما ترك كل شيء للقراء، مشيرا إلى تعدد مستويات اللغة عند نجيب محفوظ ، وأن اللغة عند الروائي هي مادة بناء الشخصية والحدث والمكان.
وأدار الندوة مصطفى عبد الله، وشارك فيها الروائيان أحمد صبري أبو الفتوح وعزت القمحاوي والناقد حسين حمودة والكاتب إبراهيم عبد العزيز.
وبدوره تطرق الناقد حسين حمودة إلى النظام الصارم الذي انتهجه نجيب محفوظ في إدارة وقته والعناية بصحته، مشيرا إلى أنه كان لديه برنامج صارم لقراءة أمهات الكتب وتنظيم مواقيت تناول الطعام والكتابة وغير ذلك من أنشطته اليومية.
وأضاف حمودة أن محفوظ تحدث كثيرًا عن ألمه من عدم قدرته قراءة كتاب مرة ثانية بعد أن قرأه واستمتع به لأن ذلك سيحرمه من قراءة كتاب آخر..موضحا أن محفوظ تابع تطورات الأدب العالمي وارتبط بتيار الحداثة منذ نشأته، مؤكدًا أنه لم يقلده أو ينقله كما هو في الأدب الغربي وإنما استفاد منه لخلق ما يجعل فنه مصريا عربيا خالصا.
ومن جانبه، قال الروائي أحمد صبري أبو الفتوح إن عالم نجيب محفوظ به العديد من الإشكاليات التي تؤكد أنه مهما كان الحديث عنه يبدو معادا ومكررا إلا أن الباحث يستطيع أن يجد جديدا يقوله عن نجيب محفوظ.
وأكد أن نجيب محفوظ كان مؤمنا بالدولة المصرية، وأنها تستطيع أن تخطو نحو الحداثة والعصرية وهو ما جعله يركز على هموم الحارة المصرية.
فيما تحدث الكاتب إبراهيم عبد العزيز عن تواضع نجيب محفوظ وإيمانه بالحوار وعطفه على شباب الصحفيين، وهو ما لمسه شخصيا خلال بدايات عمله الصحفي.
وتتواصل فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، حتى 6 فبراير المُقبل، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، وتأتي تحت شعار “نصنع المعرفة… نصون الكلمة”.
وتشهد هذه الدورة مشاركة 70 دولة من مختلف دول العالم، ويبلغ عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة 1200 دار نشر، كما يبلغ عدد العارضين 5250 عارضًا هذا العام.
وتحل مملكة النرويج ضيف شرف المعرض، وتم اختيار اسم عالم المصريات الدكتور سليم حسن شخصية المعرض، واسم الكاتب يعقوب الشاروني شخصية معرض كتاب الطفل.
ويحتفل المعرض هذا العام بمرور 55 عامًا على أقدم مشروع ثقافي في مصر والشرق الأوسط، حيث يعد معرض الكتاب احتفاءً للثقافة المصرية والعربية، كما يعتبر من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، حيث تم تصنيفه في عام 2006 ثاني أكبر معرض للكتاب في العالم من ناحية حجم الزوار بعد معرض فرانكفورت الدولي، حيث زار معرض القاهرة للكتاب في 2023 حوالي مليوني شخص.
م و س/أع د/ م س د/ ع م ا
/أ ش أ/