القاهرة في 22 مارس /أ ش أ/ قال نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، اللواء محمد إبراهيم الدويري ، إن مصر تتحرك بشكل مكثف بل وتسابق الزمن من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
وأضاف اللواء الدويري، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، اليوم الجمعة أنه وفي هذا السياق التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في القاهرة ، حيث تم بحث طبيعة المفاوضات الجارية حالياً الخاصة بتبادل الأسرى مع التأكيد بصورة قاطعة على ضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية طويلة والإفراج عن الرهائن وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية للقطاع.
وتابع أن هذا الاجتماع أكد توافق الموقفين المصري والأمريكي إزاء مجموعة من النقاط الهامة من بينها الآتي : رفض التهجير القسرى للفلسطينيين ، إلتزام واشنطن بالعمل مع مصر من أجل تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي ، إنشاء دولة فلسطينية مستقلة مع توفير ضمانات الأمن لإسرائيل ومعارضة العملية الإسرائيلية المزمعة فى رفح .
ونوه إلى أنه وبالتوازي مع الجهود التي تبذلها القيادة السياسية، فقد تحركت مصر أيضاً في إطار المجموعة العربية السداسية من أجل التوصل إلى حلول عاجلة للأزمة المتسارعة والمتصاعدة في قطاع غزة والتي أصبحت الكارثة الإنسانية هناك تهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني بينما يكتفى المجتمع الدولي بأكمله بدور المراقب والمناشد دون ممارسة أية ضغوط مؤثرة على إسرائيل لإنهاء هذه المأساة .
ولفت إلى أنه وفي هذا الإطار عقدت المجموعة العربية السداسية ( مصر – السعودية – قطر – الأردن – الإمارات – فلسطين ) اجتماعين هامين يوم 21 مارس الحالى فى القاهرة وذلك على مسارين منفصلين الأول مسار اجتماع خاص بالمجموعة العربية فقط ، والمسار الثانى اجتماع المجموعة مع وزير الخارجية الأمريكي “بلينكن” الذي يقوم بجولة حالية في المنطقة يزور خلالها كل من السعودية مصر وإسرائيل .
واعتبر اللواء محمد إبراهيم أن كلا الاجتماعين يكمل كل منهما الآخر حيث كان الموضوع الرئيسي الذي تم بحثه هو كيفية الخروج من هذه الأزمة فى أقرب وقت ممكن.
وأوضح أن المجموعة العربية حرصت على توجيه رسالة واضحة إلى المسئول الأمريكي تضمنت المبادئ المطلوبة من أجل حل أزمة غزة وذلك على النحو التالي : أن الأولوية الأولى التي يجب أن يتم التركيز عليها تتمثل فى وقف إطلاق النار فى غزة بشكل شامل وفوري ، وضرورة تكثيف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وبما يتطلب فتح جميع المعابر بين إسرائيل والقطاع لمواجهة الكارثة الإنسانية والمجاعة التى يتعرض لها سكان القطاع .
وشدد كذلك على أهمية توفير الدعم الكامل لوكالة “الأونروا” ورفض كافة المحاولات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم أوتصفية القضية الفلسطينية ، و معارضة أية عملية عسكرية إسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية .
وأشار إلى أنه ومن الأمور الإيجابية التي يجب الإشارة إليها أن لقاء المجموعة مع “بلينكن” لم يقتصر فقط على أزمة غزة وإنما كان هناك حرصاً على التأكيد على الجانب السياسي الأهم الذي سيؤدى إلى حل القضية الفلسطينية حلاً شاملاً وذلك من خلال مايلى: ضرورة وقف إسرائيل جميع الإجراءات الأحادية التى من شأنها تقويض فرص تحقيق السلام بما فى ذلك الإستيطان وتغيير الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس و حتمية إقامة الدولة الفلسطينة المستقلة فى إطار حل الدولتين ووفقاً للمرجعيات الدولية بما فى ذلك مبادرة السلام العربية.
وأكد اللواء الدويري أن الجهود التى تبذلها مصر على كافة المستويات تشكل مزيداً من الضغوط على إسرائيل للتجاوب مع المواقف الإقليمية والدولية التى تطالبها بوقف إطلاق النار، معتبراً أن الوضع الحالى أصبح يتطلب موقفاً أمريكياً أكثر قوة وحسماً للضغط على إسرائيل للإلتزام بالتوصل إلى الهدنة الإنسانية خلال الأيام القليلة المقبلة وعدم الإكتفاء بالبيانات أو التحركات التى لم تؤثر فى مجملها حتى الآن على الموقف الإسرائيلي ، معرباً عن أمله في رؤية المواقف الأمريكية الإيجابية المعلنة تتحول إلى واقع على الأرض .
واختتم اللواء محمد إبراهيم قائلاً :” إننا ننتظر عقب إنتهاء الجولة السادسة لوزير الخارجية الأمريكي فى المنطقة والتى تنتهى بزيارة إسرائيل اليوم الجمعة أن نرى تغيراً حقيقياً قريباً فى الموقف الأمريكي لوقف الكارثة الإنسانية فى غزة التي أدت حتى الآن إلى وقوع ضحايا أكثر من مائة ألف مواطن بين شهيد وجريح بالإضافة إلى المجاعة التي يشهدها القطاع والتي ستظل وصمة عار فى جبين العالم بأكمله”.
ن و ر
أ ش أ