رئيس الوزراء ونائب رئيس غينيا الإستوائية يترأسان جلسة مباحثات موسّعة لبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك

2016 10 16 1732081718118787

القاهرة في 11 يونيو /أ ش أ/ أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى عن تطلعه لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين مصر وغينيا الإستوائية، واستعداده لدعم توقيع صفقات تجارية لتوريد المنتجات الغذائية بأنواعها المختلفة، بما يُسهم في زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
جاء ذلك خلال رئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، وتيدورو أوبيانج نائب رئيس جمهورية غينيا الإستوائية، اليوم /الثلاثاء/ بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية، جلسة مباحثات مُوسّعة، تم خلالها استعراض سُبل تعزيز التعاون في مجموعة من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وحضر المباحثات من الجانب المصري كل من: وزراء الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، والداخلية محمود توفيق، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الدكتور عاصم الجزّار، والزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير، وأحمد كجوك، نائب وزير المالية للسياسات المالية، والسفير حمدي سند لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية، ومسئولي الجهات المعنية.. فيما حضر من جانب غينيا الاستوائية كل من: سيميون أويونو وزير الخارجية والعلاقات الدولية والشتات، ونيكولاس أوباما وزير الدولة للأمن القومي، وميتوها أوندو وزير الصحة والرفاهية الاجتماعية، وخوسيه خوان ميكينا وزير الزراعة والإنتاج الحيواني والتنمية الريفية، وعدد من مسئولي وزارتي الدفاع والمالية في جمهورية غينيا الإستوائية.
وفي بداية اللقاء، تقدّم رئيس الوزراء بالتهنئة لتيدورو أوبيانج بمناسبة إعادة تعيينه نائبًا لرئيس جمهورية غينيا الإستوائية، معربا عن تقديره لإعلان غينيا الإستوائية عن تبرع بقيمة 500 ألف يورو لأهالي قطاع غزة عبر الهلال الأحمر المصري؛ للتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية الكبيرة التي يعاني منها سكان القطاع.
وأكد مدبولي استعداد الدولة لدعم مجالات التعاون الاقتصادية والأمنية مع جمهورية غينيا الإستوائية عبر إيفاد خبراء مصريين إلى مالابو لدعم تطوير منظومة الأمن الداخلي، كما أعرب عن رغبته في أن تقوم حكومة غينيا الاستوائية بإسناد المزيد من مشروعات البنية التحتية إلى شركة المقاولون العرب في مالابو، وخاصة مشروعات محطات المياه، ومحطات الصرف الصحي والطرق، وذلك عبر تقديم التسهيلات اللازمة لعمل الشركات المصرية الخاصة في غينيا الاستوائية.
وفي سياق متصل، أكد مدبولى دعم مصر لاستكمال مشروع مصفاة البترول في العاصمة مالابو، التي يتم إنشاؤها من خلال تعاون حكومة غينيا الاستوائية مع كل من شركة “بيتروجيت” و”المقاولون العرب”.
وأكد رئيس الوزراء استعداد الحكومة المصرية للتعاون مع غينيا الاستوائية في تنفيذ المقترح الخاص بإنشاء أكاديمية للدبلوماسية في مالابو بدعم من الخبرات الدبلوماسية المصرية، وتسيير خط طيران بين القاهرة ومالابو، وكذلك استعداد الحكومة لدراسة تأجير وزراعة أراض في غينيا الاستوائية من قبل الشركات المصرية لزراعة المحاصيل ذات الأولوية، فضلًا عن تعاون الجانب المصري في تنمية وتطوير قطاع السياحة في غينيا الاستوائية.
ورحّب مدبولي بالتعاون المشترك لإنشاء مصنع للدواء في غينيا الاستوائية، لتغطية احتياجات السوق المحلية والتصدير إلى دول الجوار، مُعربًا عن استعداد الحكومة كذلك لإبرام صفقات تجارية في مجال الدواء مع غينيا الاستوائية، وكذلك التعاون في مجال الرعاية الصحية من خلال توفير المستلزمات الطبية بأسعار مناسبة للمستشفيات الحكومية في البلد الإفريقي الشقيق، كما أعرب عن ترحيب مصر باستقبال أي من مواطني غينيا الاستوائية لتلقى العلاج الطبي في المستشفيات المصرية بأسعار تنافسية مقارنة بنظيراتها العالمية.
وأشاد بالمشروع الذي تتبناه غينيا الإستوائية الخاص بإنشاء عاصمة إدارية جديدة، مُضيفا أن “الحكومة المصرية مستعدة لتبادل الخبرات اللازمة حول هذا المشروع، كما أن الشركات المصرية على أتم الاستعداد لتحقيق هذا الحلم لشعب غينيا الاستوائية الشقيق”.

ومن جهته، أكد نائب رئيس جمهورية غينيا الإستوائية عمق العلاقات التي تربط بين القاهرة ومالابو، قائلًا: “مصر بلد شقيق ونموذج محوري للتضامن والتعاون الإفريقي”.
وأعرب عن تقديره الشديد للدور المهم والمحوري الذي تلعبه مصر لدعم الاتحاد الإفريقي؛ بما يسهم في إحلال السلام والرخاء في القارة السمراء.. وتوجّه بالشكر للدولة المصرية لمجهوداتها لحفظ الأمن وحرصها على إحلال السلام في القارة الإفريقية وفي منطقة الشرق الأوسط.
وأكد رفض بلاده لما يحدث للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما يحدث من أعمال قصف وقتل بحق المدنيين العُزل في القطاع، مؤكدًا أن غينيا الإستوائية تُدين هذه الممارسات بشدة، داعيًا كل دول العالم لمواصلة دعمها للشعب الفلسطيني وحقه في أن يكون له دولة مستقلة.
وأشاد بما رآه في العاصمة الإدارية الجديدة من إنجازات مهمة تحققت خلال فترة قصيرة، مؤكدًا أن هذا الإنجاز “يمنحنا مزيدا من الطاقة والأمل والإرادة لأن نحذو حذو هذه التجربة، وأن يكون لدينا نماذج مثيلة”.
وطلب أوبيانج تعاون مصر في إنشاء مكتب مشترك لمساعدة بلاده في إعداد التصميمات والاستشارات الهندسية اللازمة الخاصة بإنشاء مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في غينيا الاستوائية، قائلًا: “نرغب في بناء عاصمتنا الجديدة على غرار العاصمة الإدارية في مصر، ونتطلع لدعم مصر في ذلك، كما نتطلع لافتتاح مقر سفارة جديدة هنا في العاصمة الإدارية الجديدة”.
وتوجّه بالشكر للمجهودات غير المسبوقة التي تبذلها الشركات المصرية في غينيا الإستوائية، وعلى رأسها شركة المقاولون العرب التي تنفذ عددًا من مشروعات البنية التحتية في البلاد، داعيًا الشركات المصرية إلى الاستثمار في غينيا الإستوائية وعقد شراكات مع نظيراتها في بلاده.
كما طلب دعم مصر في مجال تصنيع الدواء لما لمصر من تجارب ريادية في هذا المجال، كما طلب الاستفادة بالتجارب المصرية للقضاء على الأمراض والأوبئة، مثل تجربة القضاء على فيروس (سي)، مشيدا بمذكرات التفاهم والاتفاقات التي تم توقيعها اليوم بين الجانبين، بما في ذلك توقيع اتفاق بشأن الإعفاء المُتبادل من شرط الحصول على التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والمهمة، وتوقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى توسيع روابط التعاون الأكاديمي بين مصر وجمهورية غينيا الاستوائية، لاسيما في مجال تدريب وإعداد الدبلوماسيين، فضلًا عن توقيع مذكرة تفاهُم في مجال التعاون الأمني والتبادُل المنتظم للخبرات بين وزارة الداخلية المصرية، ووزارة الأمن القومي بغينيا الاستوائية.
وأعرب كذلك عن تطلعه لدعم مصر في تنمية وتطوير قطاع السياحة في غينيا الإستوائية لما لمصر من خبرات كبيرة في هذا المجال، كما طلب قيام الجامعات المصرية بتقديم المزيد من المنح في التخصصات المختلفة للطلاب من جمهورية غينيا الاستوائية.
وقدّم أوبيانج دعوة رسمية للدكتور مصطفى مدبولي لزيارة غينيا الإستوائية.. ومن جهته، رحب رئيس الوزراء بالدعوة، معربا عن تطلعه للقيام بهذه الزيارة بما يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والانتقال بها إلى آفاق أرحب.

وخلال الاجتماع، أشار الدكتور خالد عبدالغفار إلى أنه التقى وزير الصحة في غينيا الاستوائية، وتم التوافق خلال هذا اللقاء على إيفاد قوافل علاجية من مصر إلى غينيا الإستوائية في العديد من التخصصات، كما تم الاتفاق على توفير أطباء متخصصين للسفر إلى غينيا الإستوائية بشكل دوري لتقديم الخدمات العلاجية أو لأغراض التدريب وبناء القدرات، موضحا أنه تم كذلك الاتفاق على استقبال وفود من الأطباء من غينيا الإستوائية كي يتلقوا أحدث البرامج التدريبية في المنشآت الصحية المصرية.
وفيما يتعلق بالتعاون مع غينيا الاستوائية في مجال الأدوية، أشار عبد الغفار إلى أن وزارة الصحة مستعدة لاستقبال قائمة الأدوية والمستلزمات الطبية المطلوبة وتوريدها إلى غينيا الإستوائية خلال مدة زمنية قصيرة.
وبدوره، أشار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية إلى أنه رافق أمس نائب رئيس جمهورية غينيا الإستوائية والوفد المرافق له في جولة بمدينة العلمين الجديدة، حيث أبدى أوبيانج رغبته في الاستفادة من التجربة المصرية في مجال التنمية والتطوير العمراني ومد المرافق الخاصة، مضيفًا: “من جانبنا أبدينا استعدادًا للتعاون مع غينيا الاستوائية في هذه المجالات”.
وفيما يتعلق بالمكتب الاستشاري الهندسي المشترك الذي طلب نائب رئيس جمهورية غينيا الإستوائية بإنشائه بالتعاون مع مصر، أكد وزير الإسكان استعداد وزارة الإسكان ومعها شركات المقاولات والخبراء الاستشاريين للمساهمة في تقديم جميع صور الدعم الممكنة لهذا المشروع.
ومن جانبه، أشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي إلى أن مقابلته مع نظيره من غينيا الاستوائية شهدت مناقشات مهمة لتعزيز التعاون في مجال الإنتاج الزراعي والحيواني والثروة الداجنة، فضلًا عن تطرقها لمناقشة إمكان تقديم تدريب لرفع كفاءات وقدرات الكوادر من غينيا الاستوائية في مراكز البحوث الزراعية في مصر، أو إيفاد بعثات تدريبية من مصر إلى مالابو.. موضحا أنه تم التوافق على تشكيل لجنة تُعقد بشكل افتراضي لتحديد أولويات ملفات التعاون المشتركة خلال المرحلة المقبلة.
وفي ختام الاجتماع، جدد رئيس الوزراء دعمه الكامل لمختلف المشروعات التي ترغب غينيا الاستوائية في تنفيذها مع مصر، سواء في مجال الرعاية الصحية أو الأدوية أو إنشاء مكتب استشاري هندسي مشترك، معربا عن ترحيبه برغبة مالابو بإنشاء سفارة لها في العاصمة الإدارية الجديدة، فضلا عن أنه سيتم بحث هذا الأمر في أقرب وقت مع الجهات المعنية.

م ن ى/ ف ط م
/أ ش أ/

By Amr Abdelgawad

محرر اقتصادي بخبرة تتجاوز 14 عامًا. لديه إسهامات كبيرة في تحليل الأسواق المالية الدولية والإقليمية، ويعمل حاليًا في الكويت. يتميز بقدرته على تبسيط الأخبار الاقتصادية وتقديمها بشكل مفهوم للجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *