القاهرة في 3 يونيو /أ ش أ/ تقرير إعداد: محمد مصطفى عبد الرءوف
حرصت الدولة المصرية على إيلاء اهتمام كبير لقطاع الآثار منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية، وقد ظهر أثر ذلك جليا على كم الاكتشافات الأثرية التي تم الإعلان عنها والمتاحف التي تم تطويرها.. فقد كانت توجيهات الرئيس السيسي خلال السنوات التسع الماضية واضحة بالاهتمام بقطاع السياحة والآثار باعتباره أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد الوطني.
وخلال عام 2021 رعى الرئيس عبد الفتاح السيسي وحضر بنفسه موكب نقل المومياوات من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط الذي تم إعادة افتتاحه بعد تطويره، وفي نوفمبر 2021، حضر الرئيس السيسي احتفالية إعادة إحياء طريق المواكب الملكية بالأقصر.
وساهمت الاحتفاليتان في الترويج بشكل كبير للأثار الفرعونية، حيث حرصت مئات القنوات ووكالات الأنباء العالمية على تغطية الحدثين، وهو ما انعكس إيجابا على أعداد السياح الزائرين العام الماضي.
أما عام 2022، فقد شهد قطاع الآثار خلاله تغيير وزير السياحة والآثار، بتعيين الوزير أحمد عيسى خلفا للدكتور خالد العناني في شهر أغسطس الماضي.
وجاء المتحف المصري الكبير، على رأس اهتمامات وزارة السياحة والآثار خلال العام المنصرم، حيث يعقد الوزير اجتماعات دورية لمتابعة الأعمال الجارية في المتحف والتي انتهت بنسبة 99%، وصار قاب قوسين أو أدنى من الافتتاح في حدث ينتظره كل المهتمين بالآثار المصرية في العالم أجمع.
وحصل المتحف المصري الكبير على الشهادة الذهبية للبناء الأخضر والاستدامة وفقا لنظام الهرم الأخضر المصري.
كما تم تفعيل التذاكر الإلكترونية بعدد من المواقع الآثرية والمتاحف، ومن تلك المواقع (منطقة أهرامات الجيزة – المتحف المصري بالتحرير – المتحف القومي للحضارة المصرية – معابد الأقصر والكرنك والدير البحري – وادي الملوك – متحف شرم الشيخ ومتحف الغردقة).
وبلغت ميزانية المجلس الأعلى للآثار خلال العام المالي 2021 – 2022، نحو 3.1 مليار جنيه، تم صرفها على الاكتشافات الجديدة والبعثات الآثرية والترميم والصيانة في مختلف المتاحف والمواقع الآثرية.
وخلال العام التاسع لتولي الرئيس السيسي المسئولية، شهدت مصر العديد من الاكتشافات الأثرية المهمة، منها ما توصلت إليه البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة وادي النصب بجنوب سيناء، من الكشف عن بقايا مبنى كان يستخدم كمقر لقائد بعثات التعدين المصرية بسيناء خلال عصر الدولة الوسطى، وذلك ضمن مشروع تنمية سيناء 2021-2022.
كما نجحت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة العاملة في محيط ضريح الأغاخان بمنطقة غرب أسوان برئاسة الدكتورة باتريسيا بياسينتينى أستاذة علم المصريات بجامعة ميلانو، في الكشف عن مقبرة أثرية جديدة محفورة في الصخر تعود للعصر اليوناني الروماني، وذلك من خلال عمل البعثة خلال موسم الحفائر الماضي.
وعثرت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمعبد الأقصر على مجموعة من الآثار الملكية الهامة، من بينها لوحة جنائزية من الجرانيت الأسود ترجع لعصر الدولة الحديثة، ومائدة قرابين ترجع للعصر الروماني، وذلك أثناء أعمال الحفائر الأثرية بالمنطقة الواقعة بحرم المعبد والتي بدأت فور أعمال إزالة منزل توفيق اندراوس الملاصق لمعبد الأقصر.
وكان الاكتشاف الأضخم خلال عام 2022 هو اكتشاف 5 مقابر أثرية بمنطقة سقارة، باعتبارها من أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية العاملة بالمنطقة الواقعة شمال غرب هرم الملك “مرنرع” بسقارة التي يرأسها.
ويتضمن الكشف الأثري 5 مقابر منقوشة من عصري الدولة القديمة والانتقال الأول، بداخلها العديد من الدفنات واللقى الأثرية.
وتم كذلك افتتاح جزء من مبنى حصن بابليون بمجمع الأديان بمصر القديمة للزيارة، وذلك بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من أعمال ترميمه، كما انتهى المجلس الأعلى للآثار، بالتعاون مع وزارة الأوقاف، من أعمال ترميم جامع عبد الله عاصي بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية ذلك في إطار خطة الوزارة للحفاظ على الأثار المصرية العريقة.
ونجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع تل الفرما (بيلوزيوم) بمنطقة آثار شمال سيناء، في الكشف عن بقايا معبد للإله زيوس كاسيوس، وذلك أثناء أعمال الحفائر التي تجريها البعثة بالموقع ضمن مشروع تنمية سيناء للعام 2021-2022.
وشهد عام 2022، نجاح البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة جبل الهريدي بسوهاج والتابعة للمجلس الأعلى للآثار في الكشف عن أحد نقاط التفتيش والمراقبة من عصر الملك بطليموس الثالث.
كما قامت البعثة باستكمال أعمال الحفائر الخاصة بالكشف عن بقايا المعبد البطلمي والذي نجحت بعثات المجلس الأعلى للآثار في الكشف عن أجزاء منه خلال مواسم حفائر سابقة في أوائل ألفينيات القرن الحالي.
وفي معبد إسنا نجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة في الكشف عن النقوش والصور والألوان الموجودة على أسقف وجدران المعبد لأول مرة، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمها وتنظيفها ضمن مشروع ترميم المعبد.
كما نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة الحيوانات المقدسة (البوباسطيون) بمنطقة آثار سقارة في الكشف عن أول وأكبر خبيئة بالموقع تعود إلى العصر المتأخر، وذلك أثناء أعمال موسم الحفائر الرابع للبعثة.
وقامت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة والعاملة بمنطقة المطرية بالقاهرة بالكشف عن كتل حجرية من الجرانيت من عصر الملك خوفو بمعبد الشمس، بالإضافة إلى أساسات فناء المعبد والذي يعود لعصر الدولة الحديثة وعدد من التماثيل والمذابح، وذلك أثناء استكمال حفائرها في الجانب الغربي من المتحف المفتوح بمسلة الملك سنوسرت الأول بالمطرية.
وخلال العام المنصرم.. بدأ المجلس الأعلى للآثار في مشروع ترميم وتطوير عدد من مقابر النبلاء وقبة الهواء بأسوان، وذلك تمهيدا لفتحها للزيارة خلال الفترة القليلة القادمة.
كما عثرت البعثة الأثرية التابعة للمعهد التشيكي لعلم المصريات، كلية الآداب، جامعة تشارلز على مقبرة واح-إيب-رع مرى نيت والتي يمكن تأريخها للفترة خلال أواخر الأسرة 26 وأوائل الأسرة 27.
وقامت البعثة الأثرية الإيطالية البولندية المشتركة والعاملة بمعبد الملك “نى وسررع” بأبوغراب شمال أبوصير، بالكشف عن بقايا مبنى من الطوب اللبن أسفل المعبد، والذي تشير الدراسات المبدئية إلى أنه ربما يكون أحد معابد الشمس الأربعة المفقودة من الأسرة الخامسة والمعروفة من خلال المصادر التاريخية، والتي لم يتم الكشف عنها حتى الآن.
كما انتهى المجلس الأعلى للآثار من ترميم مقصورة الذهب بمعبد هابو بالبر الغربي بمحافظة الأقصر وذلك في إطار خطة وزارة السياحة والآثار لترميم وتطوير المواقع الأثرية بجميع أنحاء الجمهورية وخاصة الصعيد.
ونجحت كذلك البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس بمدينة إسنا بمحافظة الأقصر في الكشف عن خبيئة تضم عددا من العملات من عقود تاريخية مختلفة من العصر الإسلامي، بالإضافة إلى أجزاء من قوالب سك العملة ووزنها، بالإضافة إلى نجاح البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار والعاملة بمعبد تل الفراعين (بوتو) بمحافظة كفر الشيخ، في الكشف عن بقايا صالة أعمدة، وذلك أثناء استكمال أعمال الحفائر التي تجريها بالمعبد.
وفي المنوفية، نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة قويسنا الأثرية في الكشف عن امتداد لجبانة قويسنا الأثرية والتي تضم مقابر أثرية ترجع لفترات زمنية مختلفة تحتوي على عدد من المومياوات ذات ألسنة ذهبية.
كما نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع جرزا الأثري بالفيوم، في الكشف عن مبنى جنائزي ضخم من العصرين البطلمي والروماني بالإضافة إلى عدد من النماذج من بورتريهات الفيوم، وذلك أثناء موسم الحفائر العاشر للبعثة خلال يونيو الجاري.
وقامت وزارة السياحة والآثار خلال عام 2022، بجهود كبيرة في مجال استرداد القطع الآثرية المهربة للخارج، حيث نجحت في استرداد 16 قطعة أثرية مصرية من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بالتعاون مع مكتب المدعي العام بنيويورك، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية والجهات المعنية المختلفة بالدولة، بالإضافة إلى تسلم قطعتين أثريتين كانتا في كندا بعد أن خرجتا من مصر بصورة غير مشروعة، وهما عبارة عن تمثال من الخشب الملون لرجل يقف مرتكزا على قاعدة من عصر الدولة القديمة؛ وتمثال آخر صغير من “الأوشابتي” المصنوع من الخشب من العصر المتأخر.
واستردت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية تمثالا من العصر المتأخر مصنوعا من البرونز للمعبودة إيزيس في وضع الجلوس تحمل على حجرها حورس الطفل، والذي خرج من البلاد بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى استرداد غطاء تابوت خشبي أثري من متحف هيوستن الأمريكي.
وقد بلغ عدد القطع المستردة خلال السنوات الماضية 29 ألفا و300 قطعة أثرية مهربة، من بينها 5300 قطعة عام 2021 و 110 قطع أثرية عام 2022.
وخلال شهر سبتمبر 2022، احتفلت وزارة السياحة والآثار بمرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، الأمر الذي قاد لاكتشاف رموز اللغة الهيروغليفية القديمة، وسبر اغوار ما تركه الفراعنة من كتابات ورسومات على جدران المعابد والمقابر.
وفي نوفمبر الماضي، احتفلت الوزارة وقطاع الآثار بمرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون بعدة فعاليات، كما كان قطاع الآثار حاضرا بقوة خلال قمة المناخ التي استضافتها مدينة شرم الشيخ في نوفمبر الماضي، حيث تم تنظيم زيارات لمختلف أعضاء الوفود إلى المتاحف والمواقع الآثرية في مختلف المحافظات الأمر الذي لاقى استحسانا وإقبالا كبيرا من ضيوف المؤتمر.
وشهدت منطقة سقارة عدة اكتشافات أثرية مهمة منها اكتشاف أكبر ورشة تحنيط بشرية وحيوانية، بالإضافة إلى اكتشاف “بردية وزيري 1” التي تم العثور عليها في مايو 2022، في تابوت شخص يدعى أحمس، ومحتوى هذه البردية هو كتاب موتى لأحمس مكتوبة بالخط الهيراطيقي وتعود إلى بداية العصر البطلمي (300ق.م).
وعثر على هذه البردية داخل التابوت الخاص بهذا الشخص ملفوفة في حالتها الأصلية في حالة ممتازة من الحفظ، وقد تم التعامل مع هذه البردية وفتحها بواسطة خبراء الترميم المصريين بمعامل المتحف المصري بالتحرير.
وتعد هذه البردية البالغ طولها نحو 16 مترا أطول وأكمل بردية كتاب موتى مكتوبة بالخط الهيراطيقي تم العثور عليها.
وواصلت المتاحف والمواقع الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار استقبال ضيوف مصر من سياسيين ورياضيين وفنانين وشخصيات عامة، الذين أعربوا عن انبهارهم بعظمة الآثار المصرية القديمة.
وفي يناير الماضي، تم التشغيل التجريبي لمنطقة الخدمات بالمتحف المصري الكبير، تمهيدا لبدء العمل به قريبا.
وفي فبراير 2023 تم افتتاح مسجد الحاكم بأمر الله في شارع المعز بالقاهرة الفاطمية بعد انتهاء عملية ترميمه.
وفي شهر مارس الماضي أعلن أحمد عيسى وزير السياحة والأثار عن اكتشاف ممر جديد داخل هرم خوفو، بطول 9 أمتار وعرض 2.1 متر.. مشيرا إلى أن العمل استمر في المشروع منذ عام 2015، بالتعاون مع جامعات عالمية من أمريكا وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا بالإضافة إلى جامعات مصرية والمجلس الأعلى للأثار ووزارة السياحة والأثار.
كما احتفل المتحف المصري بالتحرير بذكرى مرور 126 عاما على وضع حجر أساسه في شهر أبريل 2023.
م م ع / همس
أ ش أ