أنقرة في 4 سبتمبر /أ ش أ/ أكدت مصر وتركيا استعدادهما لمواصلة الحوار السياسي والدبلوماسي وتوسيع نطاق التشاور في المجالات المختلفة، العسكرية والأمنية والشئون القنصلية، فضلا عن تعزيز التعاون بين السلطات المعنية بهدف مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وأعربت مصر وتركيا – في الإعلان المشترك للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا، والذي عقد برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة – عن القلق العميق إزاء الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، كما أعربتا عن إدانة الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية وعنف المستوطنين، والتصريحات التصعيدية والتحريضية ذات الصلة والاقتحامات العسكرية الإسرائيلية للمدن الفلسطينية.
ورحب الطرفان بالتوقيع على مذكرات التفاهم في مجالات (المالية، والبيئة والعمران، والصحة، والطاقة، والمشروعات المشتركة، والزراعة، والطيران المدني، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتعليم العالي، والعمل والتشغيل والتعاون وبناء القدرات، والسكك الحديدية، وسياسات المنافسة، وتدريب الدبلوماسيين)، وقررا الارتقاء بالجهود المشتركة لتنويع وتعميق التعاون والتنسيق متعدد الأوجه والثنائي من خلال تطوير الإطار القانوني الثنائي القائم في كافة المجالات حسب الحاجة.
وطلب الطرفان من “مجموعة التخطيط المشترك”، تحت الرئاسة المشتركة لوزيري خارجية مصر وتركيا، البدء في العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين في كافة المجالات، وأن يتم اعتماد عمل المجموعة في الاجتماع القادم “المجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوي”، كما أعربا عن تطلعهما لزيادة حجم التجارة البينية إلى 15 مليار دولار أمريكي من خلال المزيد من تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين واستثمار الإمكانيات المتاحة.
وأعلنت مصر وتركيا موافقتهما على الاستمرار في تطوير مناخ الاستثمار لرجال الأعمال بالبلدين، واتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا السياق لإزالة العوائق التي يواجهها المستثمرون والشركات على كل جانب، وتشجيع الاستثمارات الجديدة، وجددتا التأكيد على تطلعهما لتعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وكذا تطلعهما لتعزيز التعاون في مجالي الصناعة والبنية التحتية.
وأعربا كذلك عن تشجيعهما للتعاون الثنائي في مجالات المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال من خلال دعم رواد الأعمال من الشباب لتنفيذ مشروعات مشتركة، مشددان على التزامهما بترويج وزيادة المشروعات الاقتصادية والفرص الاستثمارية المشتركة في كافة المجالات بهدف تحقيق التكامل الإنتاجي والاستهلاكي، وكذلك التصدير إلى الدول الأخرى في إفريقيا وأوروبا وأجزاء أخرى من العالم.
وأشارا إلى تشجيع المشاركة الدورية في معارض ومؤتمرات التجارة والفعاليات الاقتصادية، مثل المنتديات والندوات والمؤتمرات وورش العمل في كل من تركيا ومصر، وكذلك تبادل وفود التجارة والأعمال بين البلدين.
كما جددا التأكيد على استعدادهما لمواصلة الحوار السياسي والدبلوماسي بين البلدين، وتوسيع نطاق التشاور في المجالات المختلفة، مثل العسكرية والأمنية والشئون القنصلية، بالإضافة إلى أهمية التعاون الوثيق في مجال الطاقة وتطوير الحوار حول العلاقات الثنائية والمشروعات المشتركة والاستثمارات، وكذا دعم التعاون في التحول في مجال الطاقة، وتحديداً مجالات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة بناءً على مبدأ المنفعة المتبادلة.
وأقرت مصر وتركيا بأهمية التعاون الثنائي في المسائل البيئية، وفي إطار المنظمات الدولية التي تتمتع الدولتان بعضويتها بهدف مكافحة تغير المناخ، وإيقاف فقدان التنوع البيولوجي، ومنع التصحر، وتدهور الأراضي، والتحديات الشبيهة الأخرى.
وأكدت مصر وتركيا، في الإعلان المشترك، دعمهما لتعزيز التعاون الثنائي في مجال الطيران المدني وتشجيع السلطات المعنية لتسهيل إجراءات تسيير الخطوط الجوية، وزيادة عدد الرحلات الجوية وتسهيل عمل شركات الطيران والمساهمة في تنويع روابط النقل الجوي من خلال إطلاق رحلات على مسارات جديدة، واتفقا على تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الإسكان والتخطيط العمراني.
وشددا على أهمية تعميق التعاون في مجالات العمل والتوظيف والضمان الاجتماعي، واتفقا على تعزيز التعاون في مجال السياسات العامة، بما في ذلك حماية المرأة والأسرة والأطفال وذوي الاحتياجات والمسنين والمساعدات الاجتماعية.
وأعربتا عن تطلعهما لتعزيز التعاون في التدريب الدبلوماسي على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف عن طريق توقيع مذكرة تفاهم جديدة بين الأكاديميات الدبلوماسية في البلدين، والتي ستحل مكان مذكرة التفاهم السابقة لعام 2007، وأكدتا على الروابط الثقافية والتاريخية بين الدولتين، وموافقتهما على تعزيز تعاونهما في مجالات السياحة والثقافة والتعليم والشباب والرياضة.
وأعربت مصر وتركيا عن عزمهما تطوير التعاون في مجالات الإعلام والاتصالات ومكافحة المعلومات المضللة، واتفقتا على استكشاف فرص التعاون في مجال التدريب الفني والمهني، وتعزيز التعاون الثنائي في مجال الرعاية الصحية والعلوم الطبية.
وشددت مصر وتركيا عن التزامهما بتطوير التعاون في مختلف المجالات المتعلقة بوسائل النقل، بما في ذلك النقل البحري والجوي والبري، وكذلك أهمية تعزيز التعاون بين السلطات المعنية للطرفين بهدف مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، بما في
ذلك تهريب المهاجرين غير الشرعيين والاتجار بالبشر وتجارة المخدرات.
وأكدت مصر وتركيا التزامهما بتعزيز التعاون لدعم الجهود متعددة الأطراف وتنسيق المواقف ذات المنفعة المتبادلة في المنظمات الدولية والإقليمية، فضلاً عن الاستمرار في التنسيق والتشاور بين الدولتين في هذه المنظمات، والدعم المتبادل للترشيحات في المنظمات الدولية كلما أمكن.. وأعربتا عن تطلعهما للمزيد من تعزيز التشاور حول المسائل الإقليمية، بالإضافة إلى تطوير بناء القدرات في القارة الإفريقية.
ووافق الطرفان على الاستمرار في التعاون الوثيق بالمنظمات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، فضلاً عن تشجيع مزيد من الحوار والتعاون بين تركيا وجامعة الدول العربية، كما جددا التأكيد على نيتهما تعزيز التعاون في إطار مجموعة (D8) للتعاون الاقتصادي.
وطالبت مصر وتركيا، في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة والمستمرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في غزة بما في ذلك استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية والمستمرة منذ 11 شهراً والكارثة الإنسانية الحالية في غزة؛ بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتدفق المساعدات الإنسانية والطبية دون انقطاع ودون عوائق إلى قطاع غزة وإلى جميع أنحائه، وفقاً لقرارات مجلس الأمن، كما يُطالبان بالتضامن القوي في جهود إعادة إعمار غزة والاستعادة الفورية للسلام في المنطقة لمنع المزيد من التصعيد.. وأعربتا عن استعدادهما لتعزيز مستوي التنسيق والتعاون بين تركيا ومصر لدعم جهود التعامل مع الوضع الإنساني في غزة.
كما أعربت مصر وتركيا عن القلق العميق إزاء الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وإدانة الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية وعنف المستوطنين، فضلاً عن التصريحات التصعيدية والتحريضية ذات الصلة، والاقتحامات العسكرية الإسرائيلية للمدن الفلسطينية.
ودعت مصر وتركيا، المجتمع الدولي إلى دعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية لرفع ومواجهة القيود الإسرائيلية، وكذلك السياسيات والممارسات غير الشرعية مع تمكينها القيام بواجباتها ومسئولياتها تجاه الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.. كما أكدتا دعمهما الثابت للمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والحق الشرعي للشعب الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة ذات سيادة على خدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع الحفاظ على حق العودة لكافة اللاجئين الفلسطينيين.
كما دعت مصر وتركيا، الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى اتخاذ خطوات سريعة بالاعتراف بها، وأكددتا كذلك أهمية المبادرات الخاصة بلجنة الاتصال المعنية بغزة والتابعة لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، مشددتان على مساندتهما للجهود الرامية لتحقيق وحدة الصف الفلسطيني لأهمية ذلك في هذه المرحلة الدقيقة من عُمر القضية الفلسطينية.
كما أكدت مصر وتركيا التزامهما المشترك بتحقيق الحل الدائم والشامل للصراع في سوريا اتساقاً مع قرار مجلس الأمن رقم 2254؛ وكذلك أهمية مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره في سوريا مع التشديد على أهمية سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية؛ فضلا عن التأكيد على أهمية مساعدات الإغاثة الإنسانية ومشروعات التعافي المبكر للشعب السوري.. وطالبتا المجتمع الدولي باستمرار الجهود على مستوى مرض.
وشددت مصر وتركيا على أهمية دعم سيادة واستقرار العراق، معربتان عن دعمهما لجهوده نحو التنمية وإعادة الإعمار، وكذلك تطلعهما لدعم عملية سياسية بملكية وقيادة ليبية، وبتسهيل من قبل الأمم المتحدة بهدف الحفاظ على أمن واستقرار وسيادة ليبيا وسلامتها الإقليمية ووحدتها السياسية.
واتفقت مصر وتركيا على أهمية ضمان السلم والأمن والاستقرار في القرن الإفريقي، والحفاظ على علاقات حسن الجوار والصداقة، فضلاً عن الاحترام المتبادل للسيادة والسلامة الإقليمية لكل دولة.
وأعرب الطرفان عن أسفهما وقلقهما إزاء الصراع الجاري في السودان، والذي أدى إلى تبعات إنسانية مدمرة في أرجاء السودان والمنطقة، مرحبان بالمبادرات الخاصة بحل الأزمة سلمياً.ز وأكدا دعمهما للجهود الدبلوماسية المشتركة في هذا السياق.
وأكدت مصر وتركيا، في ختام الإعلان المشترك، تصميمهما على الاستمرار في الجهود المشتركة لمزيد من تعزيز العلاقات في كافة المجالات، وهي العلاقات التي تستمد قوتها من أواصر الصداقة عميقة الجذور، وذلك لخدمة مصالح الشعبين الصديقين والشقيقين والمنطقة بأسرها.
ف ط م
/أ ش أ/