مسؤولة أممية: لبنان يواجه “أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية”
بيروت – 25 – 10 (كونا) — قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت إن لبنان يواجه حاليا “أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية” مع تزايد وقوع الضحايا في صفوف المدنيين وتفاقم مشكلة النزوح الجماعي من القرى والبلدات جراء غارات طيران الاحتلال الإسرائيلي.وذكرت هينيس بلاسخارت في بيان اليوم الجمعة أنه “مع كل يوم يمر في لبنان تتسع دائرة العنف المميتة تاركة مزيدا من الدمار والمعاناة” لافتة إلى “الدمار الواسع” للبنية التحتية المدنية في جميع أنحاء لبنان.وأضافت أن “الذين يوفرون استجابة فورية ويلبون نداء المساعدة بما في ذلك الكوادر الصحية والمسعفون تعرضوا لضربات قاسية أيضا” معتبرة أن الزيادة في عدد الهجمات التي طاولت المنشآت الصحية والعاملين فيها “مقلقة للغاية”.وأوضحت أنه منذ أكتوبر من العام الماضي أفادت منظمة الصحة العالمية بوقوع 53 هجوما على منشآت صحية في لبنان ما أسفر عن مقتل 99 شخصا وإصابة 82 آخرين من العاملين في الرعاية الصحية.وأشارت المسؤولة الأممية إلى أنه جراء اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي تم إخلاء ثمانية مستشفيات بالكامل في لبنان وسبعة أخرى تم اخلاؤها “جزئيا ” بسبب الأضرار التي لحقت بها أو لقربها من مناطق القصف المتواصل.وبينت أن قدرة المستشفيات على استيعاب المرضى في المناطق المتأثرة بالحرب في لبنان “انخفضت بشكل كبير” مما زاد من الضغط على المستشفيات في المناطق الأخرى مشيرة إلى استهداف سيارات الإسعاف التي يستخدمها العاملون في الطوارئ 27 مرة وإغلاق ما يقرب من نصف المراكز الصحية الأولية أبوابها في المناطق المتضررة.وأكدت هينيس بلاسخارت أنه في وقت سابق من الأسبوع الجاري أسفرت غارة لطيران الاحتلال الإسرائيلي قرب مدخل (مستشفى رفيق الحريري الجامعي) في بيروت عن مقتل 18 شخصا من بينهم أربعة أطفال وأربعة عاملين في مجال الرعاية الصحية إضافة إلى إخلاء مستشفى آخر في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت وسط حالة من الذعر.ورأت أن تأثير الأزمة على قطاع الرعاية الصحية يتزامن مع تزايد “هائل” في الاحتياجات الإنسانية خصوصا بين النازحين في ظل “تدهور” الظروف الصحية والاكتظاظ في مراكز الإيواء الجماعية الأمر الذي يرفع من خطر انتشار الأوبئة مشيرة إلى تسجيل لبنان مؤخرا أول حالة إصابة بمرض الكوليرا.وشددت على ضرورة بذل مزيد من الجهود الدولية بموجب القانون الدولي الإنساني لحماية المستشفيات والمرافق الصحية “من أي ضرر” معتبرة أن كل استهداف يمس مرفقا صحيا يزيد من الضغط على “هذا القطاع المنهك أصلا” مما يهدد تقديم الخدمات الطبية الحيوية للحالات المتزايدة.ويشهد لبنان منذ أكتوبر من العام الماضي مواجهات عسكرية يومية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي أخذت حدتها تتصاعد إلى أن تحولت منذ ال23 من سبتمبر الماضي إلى غارات جوية عنيفة يشنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على مختلف المناطق اللبنانية موقعا خسائر بشرية ومادية كبيرة.
(النهاية)
صحيفة إلكترونية اخبارية متخصصه فى الشئون العربية واهم الاخبار