في حوار مع مراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة، قال السيد بيتروبولوس إن هناك حاجة إلى إدخال ما لا يقل عن مائتي شاحنة من الإمدادات الإنسانية لتلبية الاحتياجات الأساسية للغاية، وخاصة في جنوب غزة، ولكن هذا لا يحدث.
وقال: “على الرغم من الدعوات المتكررة إلى حكومة إسرائيل لفتح المعابر في الوقت المناسب، فإن هذه المعابر تفتح ببطء شديد وهي غير مناسبة للغرض. وقد خلق هذا الوضع مع مرور الوقت مشكلة النهب الإجرامي لإمداداتنا”.
وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) في غزة إن الافتقار إلى سيادة القانون واضح للغاية في جنوب شرق رفح، حيث يعتبر طريق صلاح الدين “غير سالك لمعظم إمداداتنا”. وقد أدى هذا الوضع إلى افتقار أكثر من مليون شخص في جنوب غزة لكمية الغذاء التي يحتاجونها، “وهم بالتأكيد ليسوا مستعدين للشتاء القاسي الذي سنواجهه”.
وأضاف: “لقد أصبحنا أمام خيار مؤسف، حيث يتعين علينا أن نقرر ما إذا كنا سنحضر الطعام وغيره من المواد مثل الدقيق، أو إمدادات المأوى لسكان جنوب غزة”.
وجدد السيد بيتروبولوس دعوة الأمم المتحدة المستمرة منذ أكثر من عام لفتح مزيد من المعابر للسماح بالقدر المناسب من المساعدات الإنسانية، بالتوازي مع السماح بكمية مناسبة من السلع التجارية بالدخول إلى غزة، مضيفا: “لا يمكن للناس أن يعيشوا بكرامة إذا لم يكن لديهم كلاهما”.
وأصر أيضا على أهمية سيادة القانون ووجود بيئة مواتية للعمل الإنساني، “ليس فقط فيما يتعلق بالكمية التي نحضرها، ولكن أيضا أنواع الأشياء التي نحضرها لأهل غزة”.
لا بديل عن الأونروا
ثم تطرق مسؤول الأوتشا إلى العمل الضروري الذي تقوم به وكالة الأونـروا بوصفها العمود الفقري للإغاثة الإنسانية في غزة. وتعليقا على تحركات في إسرائيل قد تؤدي إلى وقف عمل الأونروا في الأرض الفلسطينية المحتلة، وما يتردد عن إمكانية استبدال الوكالة قال بيتروبولوس إن الأمم المتحدة لا ترغب في ذلك، ولا تملك القدرة على القيام بذلك.
وقال لمراسل أخبار الأمم المتحدة: “لا يمكننا أن نفعل ذلك. لا ينبغي لنا أن نفعل ذلك، ولا يمكننا أن نفعل ذلك. فالأونروا تقدم ما بين 66 و70 في المائة من الرعاية الصحية الأولية في غزة. والأونروا تقدم ملايين الإمدادات للقطاع الطبي. والمدارس معطلة منذ أكثر من عام. وهي تقدم خدمات الصرف الصحي. وتزودنا بالوقود الذي نستخدمه. لا توجد خطة بديلة لتحل محل الأونروا هنا في غزة. سوف تحدث كارثة إنسانية عميقة إذا اضطرت الأونروا إلى التوقف عن العمل، ونحن نطالب بعدم حدوث ذلك”.
الوضع في الشمال المحاصر
ولا تزال الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني يواجهون قيودا شديدة على الوصول إلى محافظة شمال غزة، التي تقبع تحت الحصار منذ أكثر من شهرين.
ووفقا للمتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، رفضت السلطات الإسرائيلية طلب المنظمة بتنفيذ ثلاث مهام إنسانية هناك اليوم الاثنين، كانت تأمل من خلالها “إعادة إمدادات الغذاء والمياه إلى جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، التي يحتاج المدنيون فيها بشدة إلى الدعم”.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 33 شخصا قُتلوا خارج مستشفى كمال عدوان يوم الجمعة، وسط قصف مكثف وأعمال عدائية قريبة. وأكد المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن الفريق الطبي الذي وصل الأسبوع الماضي – وهو الأول من نوعه منذ 60 يوما – اضطر إلى مغادرة المستشفى بحثا عن الأمان “فيما انتشر الذعر بين النازحين ومقدمي الرعاية والعديد من المرضى المصابين الذين فروا من المستشفى، وهو أحد آخر شرايين الحياة للناس في شمال غزة”، وفقا للسيد دوجاريك.
نزوح فوق نزوح
أما في جنوب القطاع، فقالت بعثة التقييم السريع التي قام بها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أكثر من 80 ألف شخص عادوا إلى حيي المعن وبني سهيلة شرقي خان يونس خلال الأشهر السبعة الماضية. وأضافت أن العائدين مروا بما لا يقل عن أربع جولات من النزوح منذ أيار/مايو من هذا العام، عندما بدأت العمليات العسكرية الإسرائيلية في منطقة رفح وما حولها.
وفي مؤتمره الصحفي اليومي في نيويورك، قال السيد دوجاريك إن العديد منهم يعيشون “في منازل متضررة بشدة أو ملاجئ مؤقتة معرضة للانهيار، وخاصة في فصل الشتاء، وسط نقص كبير في المياه بسبب تدمير البنية التحتية الحيوية”. وقال إن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني يحشدون المساعدات للأشخاص في هذه المناطق “على الرغم من النقص الحاد في الإمدادات”.