كارثة تعادل إعلان حرب: اليابان تلقى 1.25 مليون طن من مياه مفاعل فوكوشيما المشعة بالمحيط الهندى وتصل أضرارها لنا

مفاعل فوكوشيما1688287387

تحليل خاص للجمهورية الثانية من الصين: هشام أبو بكر

تعتزم اليابان تصريف ما يقرب من 1.23 مليون طن مودعة في ألف خزان حاليا الى مياه المحيط الهندى بداية من هذا الصيف .

فما هى تداعيات هذا الأمر على البيئة وعلى العلاقات مع دول الجوار مثل الصين وكوريا الجنوبية ، وهل لهذا الأمر علاقة بتحالف اليابان مع أمريكا، ما يسمى بتحالف كواد، والذى يضم أستراليا والهند ايضا؟!

تستعد السلطات اليابانية، لإطلاق مياه الصرف المعالجة، الخاصة بمفاعل فوكوشيما في المحيط الهادئ، والمخزنة حاليا فى أكثر من ألف صهريج تخزين كبير.

وقد أثارت الخطة انتقادات شديدة من الصين وكوريا الجنوبية، وخوف من الإضرار بالبيئة على نطاق واسع قد يمتد اثاره لتشمل العديد من الدول وحتى الخليج العربى والبحر الأحمر ربما يطالهم تأثيرات بيئية ضاره جراء هذا الجرم.

اليابان مصرة علي إلقاء المياه فى المحيط حتى من وجود اعتراضات داخلية وخصوصا الصيادين المحليين الذى تضرروا كثيرا منذ التسرب الإشعاعى ، الذى حدث جراء التسونامى عام 2011 .

أثارت الخطة بعض القلق والتساؤلات، لكن الحكومة اليابانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية وعلماء مستقلين ، أعلنوا أن الإطلاق المخطط له عملية آمنة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن “الإشعاع المؤين” يضر بجميع الكائنات الحية، ويسبب ضررا وراثيا، وتشوهات في النمو، وأوراما لدى الكائنات البحرية، وقد يطال الضرر الإنسان عند تناوله هذه الكائنات.

حيث إنه إذا تسربت مادة مشعة إلى البحر يمكن لتيارات المحيط أن تشتتها على نطاق واسع، وقد تسبب النشاط الإشعاعي من فوكوشيما بالفعل في تلوث واسع النطاق للأسماك، التي يتم صيدها قبالة الساحل، وقد تم اكتشاف التلوث حتى في التونة التي يتم صيدها قبالة كاليفورنيا، ومما يثير القلق بشكل خاص النظائر المشعة طويلة العمر، التي تتركز في السلسلة الغذائية، مثل السيزيوم 137، ويمكن أن يؤدي هذا إلى أن تكون الأسماك أكثر إشعاعا بآلاف المرات من الماء الذي تسبح فيه.

وأحد النظائر المشعة المهمة، التي لم تتم إزالتها في هذه العملية هو التريتيوم، وهو أحد النظائر المشعة للهيدروجين.

ومن الجدير بالذكر أنه لم يكن إلقاء المياه في المحيط هو الحل الوحيد المطروح أمام الحكومه اليابانية ، فقد اقترحت لجنة المواطنين اليابانيين للطاقة النووية -وهي منظمة مستقلة من المهندسين والباحثين- مواصلة تخزين الماء لمدة 120 عاما، وهي فترة كافية للوصول إلى خفض مستويات التريتيوم والنظائر المشعة الأخرى إلى مستوى آمن.

لكن الحكومة اليابانية تنظر إلى التكلفة والجدوى الفنية؛ مما جعلها تفضل تخفيف المياه المحتوية على التريتيوم وإطلاقها في البحر بعد تنقيتها “على أفضل وجه ممكن” وتخفيف تركيز التريتيوم فيها، على أن يتم التخلص من المياه تدريجيا في فترة تمتد 30 عاما.

ويقول المسئولون اليابانيون إن هذه الطريقة ستضمن ألا تكون المياه خطرة على الناس.

وبحسب بيان سابق لوزارة الخارجية الكورية أفاد بأن كوريا الجنوبية تبحث السبل “الأكثر فاعلية” للرد على قرار اليابان إطلاق مياه مشعة في البحر، بما فيها إحالة القضية إلى المحكمة الدولية لقانون البحار والمشاركة في جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من سلامة إطلاق المياه المشعة في البحر.

وقالت موسكو إن اليابان لم تتشاور مع روسيا بشأن إلقاء مياه محطة فوكوشيما النووية في المحيط.

وقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون بين أن إلقاء اليابان للمياه الملوثة نووياً في المحيط تصرف أناني وغير مسؤول ، حيث إن المحيط هو منفعة عامة للبشرية، وليس المصرف الصحي الخاص باليابان، مضيفاً: إن الحكومة اليابانية “دأبت على السعي إلى إخفاء مخاطر تصريفها للمياه الملوثة نووياً من محطة دايتشي للطاقة النووية في فوكوشيما، مدعية أن المياه غير ضارة، وأن التصريف مبرر، ووصفته بالخيار الوحيد إلا أن الحقائق تثبت خلاف ذلك”.

وتساءل وانج: “في حال كانت هذه المياه آمنة كما تزعم اليابان فلم لا تقوم بتصريفها في بحيراتها الداخلية

ووصف وانج هذه الخطوة بأنها أنانية تعرض المصالح المشتركة للبشرية جمعاء للخطر.

وكانت الصين أعلنت رفضها بشدة قرار اليابان تصريف المياه الملوثة نووياً من مفاعل فوكوشيما في البحر، محذرة من أن النظائر المشعة سوف تنتشر في المياه في جميع أنحاء العالم في غضون 10 سنوات بعد التصريف، بفضل التيارات القوية على طول ساحل فوكوشيما.

ومن اللافت للنظر أن الولايات المتحدة تشجع اليابان على المضى قدما فى هذه العملية ومن خلفها المنظمة الدولية للطاقة الذرية على الرغم من المعارضة الشديدة للصين وتخوفاتها المشروعة فى هذا الشأن.

فهل تريد أمريكا زيادة التوتر بين الصين واليابان وإيجاد بؤرة ملتهبة أخرى وهل تريد الولايات المتحدة جر اليابان إلى مواجهة الصين بدلا عنها خصوصا أن هناك تشجيع من الولايات المتحدة لليابان على إجراء تغيير فى دستورها يسمح لها بالحرب خارج حدودها.

من ناحية أخرى ينبغى على العالم العربى أيضا التنبه لهذا الأمر وإجراء الدراسات على مدى تأثير ذلك على الحياة والبيئة المائية وخصوصا فى الخليج العربى والبحر الأحمر .

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *