انتشر في الآونة الأخيرة مصطلحات كتير خاصة بالوعي والفهم وكلها تندرج تحت ما يسمى بالبلدي” كلام مجعلص” شبه عنوان المقال ده.

الناس أو الفئة الى بيطلقوا على نفسهم اسم نخبة أو مثقفين أصبح في بينهم وبين القراء أو من يخاطبوهم فجوة.. فجوة في استخدام المصطلحات، وعرض الموضوعات، وسهولة توصيل الأفكار للجمهور المتلقي.

في مقال سابق عاب على أحد القراء الكتابة باللهجة العامية وقال نصاً” صحافة ايه دي اللي بالعامية.. على كده بقى كل الناس صحفيين.”

وهنا تظهر فكرة التعليب او القولبة.. بمعنى ابسط اننا بنعمل قالب او نمط وشكل محدد لكل حاجة.. يعنى الصحفي علشان يبقى صفحي كويس لازم يكتب باللغة العربية الفصحى!

هل الناس كلها عندها نفس القدر من الفهم والادراك للغة العربية الفصحى؟ ليه مش بتفترض اني بكتب لشريحة معينة انت مش من ضمنها!

فئة من الناس عايزة اوصلها فكرتي عن طريق اللهجة البسيطة اللي بيتكلموا بيها في حياتهم اليومية بعيد عن قالب الصحافة التقليدية.

قيس على هذا المثال حاجات كتير في حياتنا اصبح لها قالب وشكل معين اذا تخليت عنه وعملت فكرة جديدة تتعرض للنقد من غير داعي.

الوعي من ضمن الحاجات الكتير اللى بقى لها شكل وقالب واحد عند البعض.. يعنى لازم نقدم الوعي للناس بالطريقة النموذجية المتعارف عليها.

تخيل نفسك وانت داخل سوبر ماركت فيه علب من كل المنتجات.. كل واحد بيختار العلبة المناسبة له من حيث الامكانية المادية او الجودة.

المجتمع في الوقت الحالي يعاني من انقسام فكري.. كل فئة قافلة على نفسها وافكارها وعاملة علب وعي لافكارها.. وكل مريدي هذه الفئة بيتعاطوا الوعي المعلب الخاص بيهم.

تلاقى مجموعة من الناس بتتعاطي وعي الاخوان.. يفتح العلبة ياخد الجرعة.. مؤيدي الدولة أو من يطلقون على نفسهم الدولجية عندهم علب الوعي الخاص بيهم.. والمعارضين أيضا عندهم معلبات الوعي الخاصة بيهم.

الوعي بقى معلب في قوالب.. كل فئة شايفة ان علبتها أشيك أو أفضل وذات جودة.. وهي الوحيدة اللي صح والمفروض الناس كلها تتعاطاها لو عايزين وعي.

الوعي كلمة تشمل.. الهوية والفكر والابداع  الالمام بالأمور من أوجه مختلفة وتقدير قيمة العلم.

هل نقدر نخلى الكوكتيل ده كله في علبة واحدة؟

بدون تردد.. لا

الوعي مفهوم كبير لا يصح اننا نعمله في قوالب على مقاس مخك انت.

كل شوية يطلع علينا حد يقول المفروض نعمل كذا  والمفروض نفكر بالطريقة دي.

حرية الفكر والابداع هتخرج فن وعلم وابداع ووعي.. مش القوالب والتعليب. 

الوعي لا يعلب..

أي حد عنده فكرة جديدة بتقدم وعي للناس بطريقة مختلفة بنحاربه.. الأجيال الجديدة عايزة فكر جديد.. لازم نقدم له المعلومة بشكل مختلف.. الوعي زي الفن حاجة ملهاش قالب ولا علبه واسطمبة هنمشى عليها كلنا.

حاول تتقبل المعلومة اللي بتتقدم بشكل جديد ولو مش مناسبة لك.. “اعمل نفسك من بنها”.. في غيرك الطريقة دي الأفضل بالنسبة له.

في طرق جديدة ظهرت نقدر نوصل بيها لعقل المتلقي غير الطرق القديمة المعروفة ذات القالب الصلب.. الدنيا اتغيرت.. واحنا كمان لازم نتغير..

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *