الملخص:
- قال الدكتور صفوت محمد عمارة، إن الشهداء أرفع الناس درجة بعد النبيين والصديقين والصالحين، وأن النية الصادقة سبب لإيصال الثواب، ومن سأل الله بصدق الشهادة، بلغه الله منازل الشهداء حتى لو لم يشهد.
- الشهداء يشملون من قتلوا في سبيل الله، وماتوا في الطاعون، والبطن، وكذلك من قتل دون ماله أو دون أهله أو دون دمه أو دون دينه، وتوضح هذه الأنواع النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في أحاديثه.
- “صفوت عمارة يؤكد أن طلب الشهادة بنية صادقة وإخلاص لله يجعل المرء يستحق أجر الشهداء حتى لو لم يصب بها، كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه المروي من مسلم.”
- صَرّح الدكتور صَفَوت عمارة بِقِصّة الصَّحَابي جُلَيبيب الذي يعتبر مِن أفضل الأمثلَة في الدِّفاع عن الوطَن والأرضِ والعِرض، حيث سمع المُنادِي ينادِي بِـ”يا خيل اللَّه اركبي والى اللَّه ارغبى” وَهُو يحتفل بزَوَاجِه، فذَهَب إلى المعَركَة واستشهَد في سَبِيل الله، وأشارَ الإمام ابن القيم إلى أنّه لَيس لِلعَبد شيء أنفع من صِدْقه رَبِّه في جميع أمورِه، وأنَّ صَدَق اللَّه في جميع أمورِه يصنع له فوق ما يصنع لغيره.
قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف، إنّ الشهداء أرفع الناس درجةً بعد النبيين، والصديقين، وألحق بهم الصالحين، وأخبر أنهم من المنعمين، فقال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء- 69]، وصدق النية سبب لبلوغ الأجر والثواب، فمتى صدُقت النية في عمل أثيب صاحبها، وإن لم يُباشر هذا العمل، فعن سهل بن حنيف رضي اللَّه عنه، أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «من سأل اللَّه تعالى الشهادة بصدقٍ بلغه اللَّهُ منازل الشهداء وإن مات على فراشه» [رواه مسلم]، فمن طلب الشهادة في سبيل اللَّه وكان صادقًا ومخلصًا في نيته للَّه عزَّ وجلَّ ولم تتيسر له، بلغه اللَّه منازل الشهداء فضلًا منه.
وأضاف الدكتور صفوت عمارة، خلال حديثه لـ«المقال الاخباري»، أنَّ هناك أنواعًا عديدةٍ من الشهداء، ولقد بيّنها النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، في أحاديثه، فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتي إذًا لقليل، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد» [رواه مسلم]، وعن سعيد بن زيد، رضي اللَّه عنه، عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «من قُتل دون ماله فهو شهيدٌ، ومن قُتل دون أهله، أو دون دمه، أو دون دينه فهو شَهيدٌ» [صحيح النسائي والترمذي وأحمد]، وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «الشهداء خمسةٌ: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل اللَّه» [متفق عليه].
وأكد صفوت عمارة، أنَّ من طلب الشهادة وكان صادقًا ومُخلصًا في نيته تلك للَّه عزَّ وجلَّ، فإنه لا يعلم صدق نيته وتمنيه الشهادة إلَّا اللَّه سبحانه، فمن فعل ذلك أعطاه اللَّه أجر الشهداء بنيته الصادقة وإن لم يبلغها، فعن أنسِ بن مالك رضي اللَّه عنه، قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «من طلب الشهادة صادقًا أُعطيها ولو لم تصبه» [رواه مسلم].
وأشار الدكتور صفوت عمارة إلى قصة الصحابي جُليبيب الذي ضرب لنا أروع الأمثلة في الدفاع عن الوطن والأرض والعرض، عندما سمع ليلة زواجه المنادي ينادي: «يا خيل اللَّه اركبي والى اللَّه ارغبى»، فانطلق إلى المعركة واستشهد في سبيل اللَّه، وقال الإمام ابن القيم: “ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربه في جميع أموره…، ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره”.